أيها العنب الحبيب حصرما كنت أو زبيب

عناقيد العنب تلك الفاكهة اللذيذة .. رفيقة أمسياتنا الصيفية والخريفية بألوانه المتعددة الأبيض ( الأخضر)، و الأسود، والأحمر، و مذاقاته المختلفة ( حامض – حلو – حامز )، فضلاً عن تنوع الطرق في أكله، حصرماً، وناضجاً، ومجففاً، والتهامه كدبس مع طحينة أو بدونها، بالإضافة لشربه كعصير طازج أو مخمر ..
تناوله الصينيون والهنود رغبة في القيمة الغذائية العالية، و ورد ذكره في القرآن الكريم حيث قال تعالى:
{فأنبتنا فيها حباً وعنباً } صدق الله العظيم.

القيمة الغذائية للعنب:
- مواد سكرية بحوالي 15% هي سكر العنب، ومنها حوالي 7% غلوكوز.. وتزداد كلما نضجت الثمار، ويعتبر سكر العنب من أبسط السكريات وأسهلها امتصاصاً وتمثيلاً في الجسم.
-وقد وجد أن تناول 100غ من العنب يعطي للجسم كمية من الطاقة تعادل حوالي 68 سعرة حرارية، وتعزى هذه الطاقة أساساً إلى احتراق وتمثيل المواد السكرية الموجودة بالعنب داخل الجسم.
- ويحتوي العنب على بروتين بحوالي 8% وعلى دهون بحوالي 5% بالإضافة إلى مجموعة من أملاح العناصر هي أملاح البوتاسيوم والكالسيوم والفوسفور والحديد وبعض الفيتامينات وأهمها فيتامين (ب) وكذلك (أ) و(ج).
- والعنب مصدر غني بالألياف فيحتوي على حوالي 4.3%، والألياف لا تعتبر عنصراً غذائياً ولكن ثبت أن لها فوائد صحية عديدة فهي تمنع حدوث الإمساك وتنظم مستوى الغلوكوز والكوليسترول بالجسم بل تحمي كذلك من الإصابة بمرض سرطان الأمعاء.
- ومن محتويات العنب خاصة القشرة، مجموعة من عناصر فيتامين (ب) المركب والذي يحتاجه الجسم في نواح كثيرة خاصة لسلامة الجهاز العصبي.
- يحتوي العنب على كمية وفيرة من فيتامين (ج) الذي يرفع من مناعة الجسم ويقلل من احتمالات الإصابة بالميكروبات والجراثيم..
- وفيه فيتامين (أ) الضروري لسلامة الجلد ويحتوي على البروتينات التي يستخدمها الجسم في إعادة بناء ما تلف من أنسجة.
- استخدم ورق العنب في بعض الوصفات الطبية الشعبية حيث يحضر كشراب لعلاج الدزنتاريا والإسهال و انحباس البول، واستخدم لعلاج السرطان والسل ولعسر الهضم ولالتهابات اللثة والأسنان وداء النقرس وفي العمليات الجراحية ولتلطيف ألم الزائدة الدودية ولمقاومة الإدمان واستخدمه كمنشط جنسي، كما أنه مذيب للحصوات ويستخدم كذلك لضعف الرؤية وكملطف للرشح ومتاعب الجيوب الأنفية.
- يحتوي العنب على مواد ذات مفعول علاجي حيث يحتوي على مركب يعرف باسم ريزفيراتول ٍResveratol وتتميز هذه المادة بتأثيرها الايجابي للحد من تصلب الشرايين حيث تمتلك تأثيراً مباشراً وملحوظاً في تقليل نسبة الكوليسترول في الدم وخصوصا الكوليسترول السيئ (LDL) مما يقلل الإصابة بأمراض القلب كذلك توجد في العنب بعض الأحماض التي لها دور في الوقاية من تراكم الجذور الحرة مما يجعله مضاداً جيداً للسرطان.
هشاشة العظام والعنب:
تشير الأبحاث العلمية أن مرض هشاشة العظام أو ما يعرف كذلك بوهن العظام من الأمراض التي تنتشر بشكل كبير في المجتمعات ولا يخلو مجتمعنا منه، ولا سيما عند السيدات (حيث تفقد العظام قوتها وصلابتها وقوامها عندما تبدأ في فقد الكالسيوم الذي يعتبر الوحدة الأساسية لبناء العظام والمحافظة عليها. وتتحكم الهرمونات بشكل مباشر في هذه العملية والتي تبدأ بشكل واضح ومباشر عندما تبلغ السيدات سن اليأس أو انقطاع الدورة الشهرية وعادة تبدأ في بداية الخمسينات وقد تبدأ قبلها بقليل عند بعض السيدات وقد تتأخر ولكن تشير الملاحظات أنها تبدأ في أواخر الأربعينات وبداية الخمسينيات عموماً عندما تتوقف الدورة الدموية "سن اليأس" والتي تنتج عن انخفاض هرمون الاستروجين فان العظام تبدأ في فقد الكالسيوم بالتدريج وللحد من ذلك فان زيادة الهرمون " الاستروجين" والمقصود هنا زيادة تركيزه في الدم سوف تحد من عملية فقد العظام للكالسيوم مما يعيق أو يقي من الإصابة بوهن العظام)، فلحسن الحظ يحتوي العنب على معدن البودون الهام والمساهم في عملية زيادة هرمون الاستروجين لدى الاناث (السيدات) عند بلوغهن سن اليأس.. وبذلك يعمل هذا الهرمون على الإقلال من التعرض لهذا المرض الصامت هشاشة العظام في هذه المرحلة العمرية .

فوائد أخرى صحية للعنب:
لثمار العنب التي تؤكل مباشرة ولعصير العنب العديد من الفوائد الصحية منها :
- يساهم العنب في خفض الضغط المرتفع حيث يعتبر مدراً للبول لاحتوائه على نسبة عالية من البوتاسيوم.
- يحد استهلاك العنب من الإصابة بالإمساك كما انه يسهل البطن ويفضل استخدامه كمسهل للأطفال يقوم العنب بعملية تنظيف البطن وتسهيل حركة الأمعاء.
- يخفض الحموضة وخصوصاً الحموضة التي تنتج من صعوبة في الهضم أو عسر الهضم فالعنب يحتوي على العديد من الأحماض الطبيعية ذات التأثير القاعدي حيث تعادل الحموضة حيث يعادل أو يشابه الحليب وهو أسهل من الحليب في الهضم. - يساهم العنب بإذن الله في الحد من الإصابة بالسرطان حيث تشير الأبحاث أن البلاد التي يكثر فيها إنتاج العنب تكاد تكون فيها أمراض السرطان منخفضة بل معدومة لأن العنب يحتوي على العديد من العناصر الغذائية التي تساهم في إخراج المواد المسرطنة "الجذور الحرة" وتطرحها خارج الجسم حيث يحتوي العنب على العديد من الفيتامينات والمعادن مضادات للأكسدة مثل فيتامينات (أ،ج) وبعض العناصر المعدنية كما يحتوي العنب على الألياف الذائبة وغير الذائبة.
- للعنب قيمة علاجية عالية وخصوصاً للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات أو ضعف في الكلى حيث يحتوي العنب على نسبة جيدة من الماء والأملاح بكميات مناسبة كما في الجدول المرفق كما انه يساهم بشكل جيد في عملية تصفية الدم وتنقيته من السموم.
- يمد العنب الرياضيين وغيرهم بنسبة جيدة من الطاقة وخصوصاً بعد أداء التمارين كما أن العنب يؤكل ناضجاً أو عصيراً أو يجفف كما في الزبيب حيث تعتبر جميع طرق استهلاكه مفيدة وغنية وعالية القيمة الغذائية.
- تعصر حبات العنب وتشرب 700 غ إلى 1000 غ يومياً منه فيجلي الصدر ويعالج أمراضه.
- عصيره يفيد في إدرار البول وتطهير المعدة وتخفيف البوليك .
- للعناية بالبشرة و الوجه :
نعصر العنب ونغسل الوجه ونرطبه بمسح الوجه بقطعة قطن مغموسة في عصير العنب وترك الوجه مبللاً به لمدة ربع ساعة ثم غسل الوجه بماء فاتر مع قليل من بيكربونات الصوديوم .

العنب الأبيض يحمي الرئتين من الأمراض :
أظهرت دراسات عديدة فوائد صحية متعددة للعنب الأحمر، أهمها دوره في الوقاية من الأزمات القلبية وتصلب الشرايين وحتى تقليل خطر الإصابة بالزكام ونزلات البرد, وتضيف الدراسة الجديدة التي أجريت في جامعة بوفالو الأميركية, فائدة أخرى, ولكن للعنب الأبيض هذه المرة, الذي أثبت فعاليته في حماية الرئتين من الأمراض.
فقد وجد الباحثون بعد متابعة 1555 شخصا يقيمون في غرب نيويورك, تراوحت أعمارهم بين 35 و79 عاماً, أن الأشخاص الذين يشربون كميات معتدلة من عصير العنب الأبيض يوميا, يتمتعون بوظيفة رئوية أفضل من الذين لا يشربون هذا النوع.
وأشار العلماء في دراستهم التي عرضوها في المؤتمر الدولي لجمعية الصدرية الأمريكية, الذي عقد في أطلانطا, إلى أن العناصر المغذية ومضادات الأكسدة القوية المعروفة بالفلافونويد, الموجودة في العنب, تمنع تشكيل جزيئات الشوارد الأكسجينية الحرة المؤذية, وهي المسؤولة عن الخصائص الوقائية وحماية الأنسجة الرئوية من التلف, منوهين إلى أن كوباً إلى ثلاثة أكواب من عصير العنب الأبيض يومياً, تكفي للحصول على الوقاية المطلوبة.
بذور العنب :
فوائد عدة تم اكتشافها في بذور العنب، وجرى التحقق من تأثيرها على صحة الإنسان، منها : التأثير المستخلص من البذور على ضغط الدم حيث لوحظ انه يقلل من الضغط وارتفاعه. ولقد استخدم مستخلص بذور العنب على 24 رجل وامرأة، فوجد أن له تأثيراً على خفض الضغط بمعدل 12 مليمتراً في الضغط الانضباطي و8 نقاط في الضغط الانبساطي.
ومن فوائد مستخلص بذور العنب انه يخفض معدل الكولسترول السيئ - الضار (LDL).
ولقد لوحظ كذلك أن مستخلص بذور العنب يحتوي على نسبة كبيرة من مضادات الأكسدة القوية والفعالة (Powerful antioxidant) حيث لوحظ أن لهذه المكونات تأثيراً فعالاً في الحد من المواد الخطيرة في الجسم التي تعرف بالجذور الحرة Free Radicals والتي يرتبط زيادتها في الجسم لحدوث أمراض كثيرة يأتي في مقدمتها أمراض القلب والجلطة وكذلك تأثير التقدم في العمر.
ولوحظ أن «بذور العنب» تحتوي على مادة فعالة في الصحة يعرف باسم (Proanth ocyanidins) وهي تعمل بنسبة 20 مرة أقوى من تأثير فيتامين ج (VIT - C) و5 مرات أو ضعف من تأثير فيتامين E مما يوضح الدور الحيوي لمستخلص بذور العنب في الحد من العديد من المشاكل ولقد لوحظ في بعض الأبحاث العلمية أن لبذور العنب وما تحتويه من عناصر فعالة لها تأثير في تقوية ونضارة ومرونة الجلد حيث أن بعض المركبات في بذور العنب تتحد مع إحدى مكونات الجلد (Collagen) والذي يساهم في سلامة وصحة الجلد وخلاياه ويزيد من مرونة الجلد ومطاطيته وبالتالي يؤخر تجعد الجلد لذلك ينصح باستخدام بذور العنب.
مما سبق تتضح الفوائد الأساسية والمهمة لبذور العنب أو مستخلص بذور العنب ولكي تتم الفائدة من بذور العنب، يجب الحرص على تكسير البذور بالأسنان وعدم بلعها لأن التكسير يساهم في استخراج مستخلص البذور وتحقيق الفائدة من البذور لذلك ينصح بعدم رمي البذور وتناولها بعد تكسيرها بالأسنان ويمكن كذلك شراء مستخلص بذور العنب جاهزاً من محلات المكملات الغذائية إلا أن استخدام كمية من ثمار العنب وخاصة الحمراء منه ملء الكف بمعدل 15-20 حبة يومياً تقوم بإمداد الجسم بالفائدة المطلوبة ويجب على مريض السكري الحرص على عدم الإكثار من العنب ملء حفنه اليد تكون كافية ويجب الحرص بشكل جيد على تكسير البذور لاستخلاص العناصر الأساسية المهمة والمفيدة للجسم.